[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
ذهب أغلب المصريين لتناول وجبة السحور بعد ساعتين من منتصف ليلة رمضانية وهم راضون عن مستوى منتخبهم للشباب الذي شاهدوا عبر الشاشات خسارته أمام الأرجنتين بهدفين لواحد في دور ال16 من نهائيات كأس العالم تحت 20 عاما في كولومبيا.
وشاءت الأقدار أن يخرج أبناء المدرب ضياء السيد إلى بؤرة اهتمام جماهير كرة القدم المصرية في نفس الوقت الذي أفل فيه نجم المنتخب الأول بطل أفريقيا ثلاث مرات متتالية والذي لن يتمكن من الدفاع عن لقبه العام المقبل في غينيا الاستوائية والجابون بعد أن تجاوز لاعبوه فترتهم الذهبية.
وعلى غير المعتاد، لم يحظ منتخب الشباب المصري الحالي باهتمام إعلامي كبير كالذي صاحب الفرق الأربعة السابقة له التي شاركت في المونديال بدءا بفريق المدرب شوقي غريب صاحب إنجاز برونزية 2001 ونهاية بفريق المدرب التشيكي ميروسلاف سوكوب الذي بلغ دور الستة عشر في نسخة 2009 بالقاهرة.
وكشف فريق ضياء السيد خلال المونديال عن امتلاكه لهيكل من العناصر المبشرة، بدءا من حارس المرمى أحمد الشناوي الذي طرح نفسه بقوة لمهمة صعبة هي خلافة اسم بحجم عصام الحضري الذي احتكر الرقم "1" على مستوى أفريقيا في غالبية استفتاءات العقد الأخير.
وفي الدفاع، فرض لاعب الإسماعيلي الفارع أحمد حجازي اسمه كأهل لتسلم الراية من المخضرم وائل جمعة، فهو يملك نفس البنية البدنية القوية ويجيد ألعاب الهواء والمساندة الهجومية التي عبر عنها بتسجيل هدف الفوز على بنما في الدور الأول (1-0).
وبينما يحمل الرقم 17 دلالة خاصة لدى غالبية متابعي المنتخب المصري إذ احتكره "الصقر" أحمد حسن أكثر من 14 عاما، فإن ظهور محمد النيني لاعب الوسط الشاب بنفس القميص يبشر بأن الرقم لن يفقد كثيرا من رونقه.
وخلّد لاعب وسط الزمالك عمر جابر اسمه في ذاكرة الجماهير المصرية بعد أن سجل هدف التعادل في مرمى البرازيل (1-1)، في حين شكّل لاعب فريق "المقاولون العرب" محمد صلاح عنصر المهارة الفائقة في الخط الأمامي وإن عابه بعض الفردية.
وفي الوقت الذي يبدو فيه هيكل المنتخب الأول راحلا مع المدرب حسن شحاتة الذي ترك المنصبة، يضع فريق الشباب عينيه بعد انتهاء مشاركته المونديالية على العودة إلى الساحة ذاتها بقيادة مصر إلى نهائيات كأس العالم 2014 وهو الأمر الذي ظل مستعصيا على الأجيال التي ارتدت القميص الأحمر طيلة عقدين كاملين.
وفي مقابل هذه الآمال التي تحف شباب الفراعنة، فإن سيناريو مخاوف الماضي يظل مطروحا أمام الجماهير التي تذكر جيدا أن إنجاز ثلاثية كأس الأمم الأفريقية لم يشارك فيه من نجوم مونديال الشباب 2001 سوى أسماء محدودة مثل محمد شوقي وحسام غالي، وهو السيناريو الذي يُخشى تكرره مع الجيل الحالي.
وتتذكر الجماهير كيف أن القطبين المحليين الأهلي والزمالك تصارعا على ضم لاعبي منتخب 2001 فما كان لتلك الأسماء إلا أن تبخرت سريعا إما بسبب الاهتمام الإعلامي البالغ واعتياد النجومية، أو الجلوس على مقاعد البدلاء لمن يكبرونهم سننا، أو عدم الارتقاء لمستوى أفضل بتفضيل العروض المحلية على الأوروبية.
وفي ضوء أمثلة كهذه، تنتظر الجماهير أن يختار الشناوي خلافة الحضري لا شريف إكرامي حارس فريق 2003 البديل حاليا في الأهلي، وكذلك أن يفضل حجازي نموذج وائل جمعة على حسين أمين مدافع فريق 2001 الذي دار على الأندية المصرية حتى بات اسما مجهولا أو عبد الإله جلال مدافع فريق 2005 الذي خيّب التوقعات.
وبالمثل فإن محمد صلاح عليه أن يختار نموذجا غير جمال حمزة مهاجم فريق 2001 الذي فشل في الاحتراف مع ماينز الألماني بسبب انخفاض لياقته البدنية، في حين أن على عمر جابر نسيان نموذج رضا شحاتة الذي تحول إلى أغلى لاعبي ذلك الجيل ثم صار نسيا منسيا مع المواسم المتعاقبة.
ولعل الرهان الأبرز للاعبي فريق 2011 سيكون في تصفيات دورة لندن الأوليمبية التي ستبدأ في ديسمبر المقبل إذ ينتظر أن يشكلون عماد فريق المدرب هاني رمزي الذي يسعى لإعادة مصر إلى الحدث الرياضي الأبرز بعد غياب 20 عاما منذ الظهور في نسخة برشلونة عام 1992.
وبين الآمال والمخاوف، تترقب الجماهير المصرية مسار الفراعنة الصغار الذين سيعودون من كولومبيا ليجدوا أضواء وعدسات لم يعرفوها قبل السفر من القاهرة.