4 يوليو 2012:
بقلم : عزالدين الكلاوي
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
■■ أعتذر بداية عن هذا التطويل المبالغ فيه جداً في هذه التغريدة ، بشكل يجعلها "ملحمة تغريدات" ، ولكن عذري أن الكثير من تفاصيلها وسياق التحليل ، لم يكن من السهل إختصاره ..
■■ بداية ألف مبروك جديدة للمنتخب الليبي الكبير على تأهله للمباراة النهائية لكأس العرب ، بعد فوزه على المنتخب السعودي 2/ صفر .. وقد استحق المنتخب الليبي الفوز على الشقيق السعودي ، كما إستحق المدرب الوطني الليبي عبد الحفيظ آربيش التفوق على العالمي رايكارد في إعداد فريقه نفسيا وبدنيا وقيادته بشكل فني متميز في المباراة .
■■ في تغريداتي السابقة ، منذ خمسة أيام عقب تعادله مع المنتخب الفلسطيني ، إنتقدت بقسوة وصراحة أداء المنتخب الأخضر السعودي ومدربه الهولندي الشهير رايكارد .. وقلت في عنوان المقال: " تناقضات الاخضر الأول ظهرت أمام المنتخب الفلسطيني المحترم" .. وضمن نص المقال قلت ما يلي عن المنتخب الأخضر " نجح بالكاد أن ينتزع التعادل من الفريق الفلسطيني قبل خمس دقائق من نهاية المباراة ، ليحفظ ماء وجهه ، ويثير الشك والريبة في نفوس مشجعيه ، ليس فقط على الاداء والمردود والنتائج المنتظرة منه في الدور قبل النهائي لكأس العرب ، ولكن في المستقبل القريب للكرة السعودية التي أوجعتها الضربات الكثيرة التي نالتها في السنوات القليلة الماضية ، والتي لم يفلح رايكارد في تخفيفها ، بل زادها إيلاما"!!.
■■ وفي مباراة اليوم - الثلاثاء - في الدور قبل النهائي ، والتي خسرها المنتخب الأخضر أمام شقيقه الليبي صفر/2، بأداء أدنى من المستوى المتوسط أكد المنتخب الأخضر شكوكي وهواجسي - كناقد محايد يثق ويحترم الكرة السعودية – هذه الهواجس التي أكاد أجزم أنها نفسها تعتمل في نفوس الجماهير الكروية السعودية وربما يكون لها صدى مريراً لدي وسائل الإعلام المحلية القوية وربما يشعر بذلك مسؤولو الكرة السعودية ، ولو كانوا مجرد لجنة إنتقالية!
والغريب أن تأتي هذه الخسارة الجديدة للمنتخب السعودي، على أرضه، باستاد الأمير عبد الله الفيصل بجدة، وفي حضور جماهيري هزيل، لبضع مئات من الجماهير السعودية التي يبدو أنها لم تتحمس بالقدر الكافي لهذا المنتخب الذي يمثل نواة المستقبل القريب جدا للكرة السعودية بعد أن أعلن رايكارد عن حل المنتخب الاول بكافة نجومه عقب الخروج من تصفيات كأس العالم ،ولن يستعين منه سوى بسبعة أو ثمانية لاعبين فقط .
■■ نأتي للمباراة التي تابعتها من المقصورة الرئيسية بإستاد الامير عبد الله الفيصل ، وإنتظرت أن أرى ملامح المنتخب الأخضر المتحمس المرعب الذي إكتسح شقيقه الكويتي بأربعة أهداف نظيفة في إفتتاح كأس العرب، ولكن خاب ظني ، فقد لعب الاخضر متحفظاً ولا أقول مرتعباً، رغم أن الفريق الليبي ، كان واضحاً إرهاقه ومعاناته البدنية ، بعد أن خاض 3 مباريات قوية ومنهكة في ستة أيام أمام منتخبات اليمن والمغرب والبحرين.
وتعددت المحاولات الليبية من أحمد سعد والغنودي وزملائهما ، دون جدوى أو خطورة، وبعد أكثر من نصف ساعة للأخضر بلا أي جملة شبه هجومية ، يتذكر الفريق الهجوم ، ويجد المحياني والسهلاوي الشق الثاني من كرة القدم .. وكادت الهجمة الأولى أن تثمر هدفاً سعودياً بعد إنفراد تام من الرويلي ولكنه أهدرها ويتعثر السهلاوي أمام المرمى ويسدد الزيلعي والحربي ، ويلغي الحكم المصري اليقظ هدفاً سعودياً من تسلل بعد راية حاسمة من مساعده شريف صلاح .
■■ وبعد مستوى متوسط ورتيب في معظم أوقات الشوط الأول ، بدا أن رايكارد ، إبتلع حبوب الشجاعة وأعطاها للاعبيه فيما بين الشوطين ، ليبدأ الشوط الثاني بشكل مختلف ، ويتحسن المستوى قليلاً وتزداد الإثارة واللعب المفتوح من الفريقين، ويصاب نجم الدفاع السعودي عقيل بلغيث ويخرج في الدقيقة 64 ، ليبدأ رايكارد في التدخل بشكل مرتبك ، حيث أعاد عبد اللطيف الغنام كابتن الفريق و"رمانة ميزانه"، ليلعب قلباً للدفاع ويدفع بمهاجم أحمد العكاش ، تنشيطاً للهجوم ، ولكن هذا التغيير أربك خط الوسط ، الذي إمتلكه الليبيون وإمتلكوا زمام المبادرة.
■■ ليس في المباراة بعد ذلك سوي 3 لقطات ، منها لمستين باليد للاعبين سعوديين جاء منهما هدفي ليبيا ، وبين اللمستين شكوك عن ركلة جزاء مزعومة طالب بها الفريق الاخضر، ولم يأخذ بها الحكم المصري جهاد جريشة الواثق من نفسه.
أما اللمسة الاولي فكانت في الدقيقة 74 فهي لمسة يد على طريقة الكرة الطائرة – دون داع- من الظهير خالد الغامدي، ومن هذه اللعبة رفع الصناني الكرة خلف مدافعي السعودية ليطير إليها الظهير الليبي وليد السباعي ويسكنها الشباك .
وبدلاً من أن يأتي رد الفعل السريع من رايكارد بالتغيير في التكتيك واستغلال التغييرين الباقيين ، نجد المدرب الليبي الموهوب عبد الحفيظ أربيش ، يتدخل اولاً ويستبعد رٍأس الحربة الغنودي ، ويدفع بمدافع الوسط أحمد حسين لإمتصاص حماس لاعبي الأخضر ، ولم يكن البديلين السعوديين ربيع سفياني وسعود حمود في مستوي من حلا محلهما المحياني والزليعي ، لتكون هجمات الاخضر خالية من الفاعلية والضغط المطلوب على الدفاعات الليبية .
■■ إنتفض لاعبو الأخضر في الدقائق الست المحتسبة بدلا من الضائع ليهاجموا بقوة .. وفي الدقيقة الثالثة يتدخل مدافع ليبي لتشتيت كرة مشتركة مع السعودي أحمد العكاش ، فيسقطان على الارض معا ، ويطالب لاعبو الأخضر بركلة جزاء ، لكن جهاد جريشة القريب من اللعبة يرفض ذلك مؤكداً أن المدافع وصل للكرة و أبعدها .. و أعتقد أن قراره سليم .. وفي الدقيقة الأخيرة تأتي لمسة اليد السعودية الثانية ، عندما تصطدم الكرة في ذراع المدافع عبد اللطيف الغنام الذي حرك ذراعه قليلاً ، فيحتسب جريشة ركلة جزاء صحيحة وينذر الغنام .. ومن ركلة الجزاء يسجل أحمد سعد كابتن ليبيا الهدف الثاني ، لتنتهي المباراة بنهاية درامية، مع محاولات من رايكارد للاحتكاك مع الحكم حيث كان يوجه له اللوم على عدم إحتساب ركلة الجزاء المشكوك فيها لفريقه ، ولكنه بالأحرى كان عليه أن يوجه اللوم لنفسه على سوء إدارته لفريقه في مباراة كان من المفروض أن يجازف أكثر للفوز بها ، وأن يمنح لاعبيه الجرأة والثقة وهم يلعبون في ملعبهم .
■■ في نهاية هذه الملحمة التغريدية ، وبعد أن طالعت أراء رايكارد في المؤتمر الصحفي ، حيث إتهم الحكم المصري ، بحرمانه من ركلة جزاء وزعم أن فريقه كان الأفضل والأجدر بالفوز، فإنني أجد نفسي مضطرا في الغد بإذن الله ، إلى كتابة مقال تغريدي آخر عن مغالطات رايكارد ، وأطالبه بإنتظار رأي لجنة الحكام حول متابعة إعادة بالتصوير البطيء لركلة الجزاء المزعومة ، حتى يتراجع عن إتهامه للحكم ويعترف بأخطائه في قيادة الفريق بدلاً من البحث عن المزيد من "الشمّاعات" و أرجو أن يحاول رايكارد تحضير الفريق للفوز بالمركز الثالث يوم الخميس في مباراته التي قد يواجه فيها المنتخب العراقي ، رغم أن هذه مهمة ستكون صعبة بلا شك في قاموس المدرب العالمي رايكارد الذي رشحه كرويف اليوم لتدريب المنتخب الهولندي – على إيه ؟؟
إقرأ أيضا:
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لأصحابها.
جميع المواد غير قابلة لإعادة النشر دون إذن مسبق.
الجمعة نوفمبر 12, 2021 6:09 am من طرف 
