14 فبراير 2012:
كووورة - أمجد مجدي
حقق برشلونة حامل اللقب فوزا كبيرا على فريق باير ليفركوزن الألماني 3-1 في المباراة التي أقيمت بينهما بملعب باي أرينا الألماني ضمن مباريات الذهاب لدور ال 16 لدوري أبطال أوروبا .. وهو فوز مريح للبارسا قبل لقاء العودة .. وإستطاع من خلاله إستعادة بريقه بعد النتائج السيئة في الليجا .. جاءت المباراة مثيرة في شوطها الثاني الذي شهد مجموعة من الفرص الضائعة للفريقين وأحرز للبارسا ألكسيس سانشيز هدفين في الد قيقتين ( 41 و 55 ) وميسي في الدقيقة (88) بينما أحرز هدف بايرليفركوزن الوحيد كادليتش في الدقيقة (52).
اللقاء شكل ضغطا شديدا على جوارديولا المدير الفني لبرشلونة ، فهو يمثل أولى الخطوات الجادة في الحفاظ على اللقب الأغلى عالميا للأندية ، وأيضا يحاول إعادة البريق المفقود لفريقه عقب النتائج غير المرضية التي حققها الفريق في الليجا ، وتأتي صعوبة اللقاء لكونه خارج الديار إلى جانب غياب إثنين من العناصر الأساسية في الفريق ، الأول هو تشافي أحد الأعمدة الأساسية للإصابة ، وأيضا عملاق الدفاع جيرارد بيكيه ، ورغم ذلك لم تختلف إستراتيجية جوارديولا المدير الفني لبرشلونة المعتادة ، ولعب بطريقته المعتادة 4-3-3 معتمداً على الثلاثى ميسي الذي لعب في المنطقة الأمامية بحرية ، بينما لعب أدريانو العائد للتشكيلة الاساسية في الجهة اليسرى ، وألكسيس سانشيز في الناحية اليمنى.
وفي المقابل كان روبن دوت المدير الفني لباير ليفركوزن أهدأ ، ولم تطارده ضغوط منافسه فهو يدرك أنه يواجه حامل اللقب ، والأقوى على المستوى العالمي وسيكون الفوز عليه إنجازا حتى لو في أرضه ووسط جماهيره الألمانية ، فكان منطقيا في إستراتيجيته وبحث عن إمتلاك منتصف الملعب أمام مهارات وسط البارسا الخطير ، ولعب بطريقة 4-2-3-1 معتمدا على تقدم ريناتو أجوستو ، ومن خلفه الثلاثي جونزالو كاسترو من المنتصف ، وعلى يساره اندري شورله ومن جهة اليمين السريع لارس بيندر.
إعتقد البعض أن باير ليفركوزن سيستغل الدفعة المعنوية الكبيرة لجماهيره ويبدأ مهاجما في حين سيلجأ برشلونة لتهدئة البداية لحين إستغلال الفرصة المناسبة للإنقضاض على أصحاب الأرض .. لكن ماحدث هو العكس فلجأ زملاء ميسي للضغط الهجومي منذ إنطلاق صافرة البداية ووضح التكتيك الدفاعي لروبن دوت مدرب ليفركوزن الذي إعتمد على تضييق المساحات بين لاعبي البارسا لإجاداتهم التمريرات القصيرة التي من الممكن أن تخترق الدفاعات وبالفعل نجح مدافعو أصحاب الأرض في رقابة الثلاثي الخطير ميسي وسانشيز وفبريجاس الذي وضحت التعليمات له بالتقدم المستمر ومساندة الهجوم .
السيطرة على منطقة المناورات لا تعني تشكيل خطورة على المرمى فرغم سيطرة الضيوف على منتصف الملعب إلا أن الإيجابية الهجومية لم تزد عن تمريرة عرضية من سانشيز في الدقيقة 13 وشتتها المدافع الألماني المتألق شفاب قبل أن تصل لميسي المنفرد .. ولم يختبر بيرنارد لينو حارس باير ليفركوزن وهو ما يعبر عن إفتقاد هجمات البارسا للخطورة .
إذا كان أداء أصحاب الأرض إعتمد على الدفاع الإجباري أمام قوة ومهارة الفريق الأسباني فإن الأداء الهجومي لليفركوزن لم يكن متجانسا وكان ينتهي من منتصف الملعب لإفتقاد المهاجمين للمهارات التي تمكنهم من إختراق دفاع البارسا .
الرقابة اللصيقة التي فرضت على ميسي جعلت اللاعب يعود للخلف هربا من الرقابة ليتيح الفرصة أمام فابريجاس وإنييستا للإنطلاق من الخلف .. وبالفعل إستطاع ميسي أن يسحب معه مدافعي الفريق الألماني إلى منتصف الملعب ومرر كرة بخارج قدمه اليسرى في المساحة الخالية خلف المدافعين إنفرد على أثرها ألكسيس سانشيز وسددها بيمينه على يمين بيرنار لينو حارس ليفركوزن محرزا الهدف الأوروبي الأول له في الدقيقة 41 لينتهي الشوط بتفوق البارسا .
أدرك لاعبو الفريق الألماني صعوبة موقفهم مع بداية الشوط الثاني وأن اللقاء إذا إنتهى بهذه النتيجة سيعني ذلك قرب خروجهم لصعوبة مباراة العودة في الكامب نو فإندفعوا للهجوم منذ البداية حيث تحرك أجوستو وكاسترو وسط دفاعات البارسا بدون كرة وتقدم لاعبو الوسط ليقدم الفريق أفضل أداء له ولم تمر سوى 7 دقائق فقط حتى أرسل فيدران تشورلوكا تمريرة عرضية داخل منطقة جزاء الضيوف قابلها المتقدم ميتشال كادليتش براسه في الزاوية اليسرى العليا للحارس فالديز محرزا هدف التعادل.
شهدت الدقائق التالية قمة الإثارة بين الفريقين مع أطماع أصحاب الأرض وكبرياء الضيوف فلم تمر سوى ثلاثة دقائق فقط على هدف التعادل حتى جاء الرد سريعا من خلال تمريرة بينية من فابريجاس لينفرد سانشيز نجم اللقاء مرة أخرى ومر بالكرة من الحارس لينو ووضعها بسهولة في المرمى الخالي من حارسه .
إستمر الأداء الجيد من الفريقين وتألق لاعبو الهجوم من الجانبين بعدما دفع روبن دوت بكليسلينج بدلا من رولفيز بينما دفع جوارديولا ببيدرو بدلا من أدريانو ليتساب الفريقان في إضاعة الأهداف حيث تصطدم تسديدة كاسترو لاعب ليفركوزن بالقائم الأيسر ثم يقدم ميسي فاصل من مواهبه في المرور من مدافعي الفريق الألماني ويسدد أيضا في القائم الأيسر .. ولجأ لاعبو البارسا للضغط المتواصل للحفاظ على الفوز بينما حاول لاعبو ليفركوزن تعديل النتيجة مرة أخرى وكاد أن يتحقق لهم ما أرادوا لولا تفوق فالديز حارس البارسا .. وقبل نهاية المباراة بدقيقتين فقط شهد اللقاء أفضل اللقطات عندما وصلت الكرة لدانييل ألفيس لاعب البارسا من جهة اليمين ومررها عرضية متقنة لميسي الذي سددها مباشرة بقدمه اليسرى داخل المرمى مسجلا الهدف الثالث لفريقه.
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لأصحابها.
جميع المواد غير قابلة لإعادة النشر دون إذن مسبق.